حل المشاكل الزوجية


أحد الأسباب التي تدعو الأزواج/الزوجات إلى تأجيل البوح بشكواهم هو أن الطريقة التي يطرحون بها الموضوع غالبا ما تسبب نزاعا بين الزوجين . مع أن الشكوى تكشف عن المشكلة وتشرحها ، إلا أنها غالبا ما تدمر ليلة كان من الممكن أن يقضيها الزوجان معا في البيت بأمان .

والشيء السيء هو أنه بعد انتهاء النزاع تظل المشكلة بلا حل . إذن ، كيف تشرحين مشكلة ما لزوجك بطريقة لا تؤدي بكما إلى نزاع ، وتجعل الحل أمرا في متناول اليد ؟

أولا ، الأشياء التي يجب ان تبتعدي عنها أثناء شرح المشكلة لزوجك :

ألا يكون طلبك بصيغة الآمر . الطلب بهذا الأسلوب هو محاولة لإرغام زوجك على عمل ماتريدين دون أي اعتبار لشعوره تجاه ذلك . مثلا قولك : " إفعل ما أطلب وإلا " ، هو مضمون أمر أو تهديد واضح ، يشعر زوجك بعدم اكتراثك بشعوره أو رغباته . هذا الأسلوب يدمر الحب ويجعله يتآكل ، وبدلا من المساعدة على حل المشكلة ، فإن الطلب بهذا الأسلوب يخلق مشكلة جديدة . من الناحية الأخرى ، إن الطلب (الرجاء) الذي يراعي الشعور هو أن تطلبي مساعدة زوجك مع أخذ شعوره بعين الاعتبار . فقولك له : " هل من الممكن أن تفعل كذا وكذا من أجلي ؟ " يعرض عليه المشكلة مع اشعاره بالرغبة في البحث معا عن حل يرضي الطرفين .

لا تصدري حكما ينم عن الازدراء . عند ما تعرضين المشكلة ، تجنبي التعبير عنها بطريقة توحي بأنها نشأت بسبب خطأ ارتكبه زوجك . فقولك ، مثلا : " لو أنك لم تكن أنانيا لهذه الدرجة لما واجهنا هذه المشكلة " . هذا الكلام مثال على حكم ينطوي على الازدراء ولن يؤدي إلى حل . بدلا من أن تنسبي المشكلة إلى زوجك ، انظري إليها على أنها مشكلتك أنت لا مشكلة زوجك . الاقناع بالحسنى والاحترام هو عبارة عن محاولة لتغيير تصرفات زوجك بحيث لايؤدي ذلك إلى مساعدتك أنت وحسب بل مساعدة زوجك أيضا .

لا تثوري غاضبة . الغضب طريقة تعاقبين بها زوجك لعدم إعطائك ما تريدين ، وهي طريقة ليست مجدية ولا تؤدي إلى تغيير دائم في تصرفات زوجك ، بل تدمر حبه لك .

نعم ، إذا عرضت شكواك على زوجك بطريقة تنطوي على الاعتبار والاحترام ، واستجاب هو الآخر باعتبار واحترام ، سوف يغريك ذلك على العودة إلى الأخذ دون العطاء فتصبحين كثيرة الطلبات وعديمة الاحترام وكثيرة الغضب . إذا لم يستجب زوجك لما تطلبين ، إنهي النقاش ببساطة . ثم إعرضي عليه المشكلة بطريقة أخرى فيما بعد .

من المهم جدا لكما الاثنين الاستجابة لحاجات بعضيكما العاطفية ، وتجنب التصرفات التي تسبب لكما التعاسة .عندما يكون لدى أي منكما شكوى ما ، اقترح اتباع الأسلوب التالي :

أولا – اعرضي شكواك بغاية الوضوح ، وحافظي على سلامة زوجك بتجنب الأوامر ، أو عدم الاحترام أو الغضب . ابحثي المشكلة معه بروح مرحة ، وحاولي الاختصار .

ثانيا – اطلبي من زوجك وجهة نظره في المشكلة . كيف ينظر زوجك إلى نفس الوضع وما الشيء الذي قد يجعل من الصعب عليه الاستجابة إلى ما تطلبين .

ثالثا – استعرضي حلولا محتملة لمشاكل مختلفة وابحثي عن خطة لحل مشكلتك ، مع أخذ شعور زوجك بعين الاعتبار . تجنبي أية حلول تفيد أحد الطرفين وتضر الآخر . لا تضحي ، ولا تنتظري منه التضحية ، لأن ذلك يعني أن أحد الطرفين سيفقد شيئا من حبه كي يكسبه الآخر . إذا ضحيتما من أجل بعضيكما ، فلن يكون لديكما ن في النهاية ، الحب المتبادل الذي تنشدانه . ولكن يجب أن تدركا أيضا أهمية العثور على حل للمشكلة في نهاية المطاف .

رابعا وأخيرا – اختاري من بين الحلول المحتملة ذلك الحل الذي ستقبلانه أنتما الاثنان برضى وحماس . بهذه الطريقة يضيف الحل المزيد من الحب إلى حبكما لبعضيكما . إذا كنت تستطيعين العثور على حل بهذه المواصفات ، واصلي استبداع الحلول .

لضمان حبكما لبعضيكما ، يجب عليكما معالجة شكاويكما فور حدوثها . لا تدعي المشاكل تتراكم بدون حلول ، لأنه كلما طال الانتظار كلما فقدتما شيئا من حبكما . ولكن إذا لم تكوني حذرة ايضا في طريقة عرض المشكلة والبحث عن الحل المناسب، فقد تفقدين شيئا من حبك .

سوف تنالان المزيد من الحب بحل المشاكل نفسها وبالطريقة التي تتبعانها لحل المشكلة ، إذا قمتما بذلك بالطريقة الصحيحة .

معظم الأزواج يفقدون بعض حبهم عندما ينشأ بينهما أي خلاف ، لأنهم يعرضون مشاكلهم بصيغة الأوامر وعدم احترام وغضب . ثم يبحثون عن حل يرضي أحد الطرفين ولا يرضي الآخر . هذه ليست الطريقة التي تحل المشاكل وليست بالتأكيد الطريقة التي بها تحافظان على حبكما .

كلما برعت في عرض شكواك على زوجك ، مع احترام شعوره ، ثم العثور على الحل ، كلما شعرتما أنكما تعالجان كل مشكلة فور حدوثها . ولكن إلى أن تتوصلي إلى درجة تشعرين معها أنك تودين عرض المشاكل فور حدوثها ، واصلي ما تفعلينه الآن . لا تحاولي تخفيض توقعاتك ، ولا تحاولي سد حاجاتك العاطفية بنفسك . بدلا من ذلك تعلما أنتما الاثنان أن تكونا خبيرين يسد حاجات بعضيكما العاطفية . بتلك الطريقة ستحققان ما كنتما دائما تصبوان إليه – ألا وهو زواج مليء بالحب والعاطفة .

twitter شارك هذه الصفحة :

شارك الصفحة في الفيس بوك
شارك الصفحة في صدي قوقل
شارك الصفحة في تويتر Twitter
تابعنا عبر خدمة الخلاصات RSS
تابع تعليقات المدونة عبر الـRSS

أضف بريدك للاشتراك بالقائمة البريدية

Delivered by FeedBurner

0 التعليقات:

إرسال تعليق